فصل: سورة قريش:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن



.سورة الفيل:

آياتها 5 آيات.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرحيم.

.إعراب الآية رقم (1):

{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ (1)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام التقريريّ، (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر أي فعل فعلا عظيما، (بأصحاب) متعلّق ب (فعل)..
جملة: (لم تر) لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: (فعل ربّك) في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي تر المعلّق بالاستفهام كيف.
الصرف:
(الفيل) اسم للحيوان المعروف وزنه فعل بكسر فسكون.
الفوائد:
- أصحاب الفيل:
ذكر المؤرخون وأصحاب السير، أن أبرهة بن الصباح، ملك اليمن، بنى كنيسة بصنعاء وسماها (القلّيس)، وأراد أن يصرف إليها الحاج، فخرج رجل من كنانة فقعد فيها ليلا فخرقها، فأغضبه بذلك وقيل: أججت رفقة من العرب نارا، فحملتها الريح فأحرقتها، فحلف ليهدمن الكعبة، فخرج بالحبشة، ومعه فيل اسمه (محمود)، وكان قويا عظيما، واثنا عشر فيلا غيره. فلما جاء الجيش، خرج إليه عبد المطلب، وعرض عليه ثلث أموال تهامة ليرجع فأبى، وتوجه لهدم الكعبة. وكلما وجهوا الفيل إلى الحرم برك ولم يتزحزح، وإذا وجهوه إلى اليمن والشام هرول، فأرسل اللّه عز وجل طيرا مع كل طائر حجر في منقاره، وحجران في رجليه، أصغر من الحمصة. فكان الحجر يقع على رأس الرجل فيخرج من دبره، ففروا وهلكوا، ومات أبرهة حتى انصدع صدره عن قلبه. ونجا وزيره، وطائر يحلق فوقه حتى بلغ النجاشي، فقص عليه القصة، فلما أتمها وقع عليه الحجر، فخرّ ميتا بين يديه.
والذي عليه الأكثرون من علماء السير والتواريخ وأهل التفسير، أن حادث الفيل، كان في العام الذي ولد فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ليكون تاريخا بارزا، وكرامة باقية للنبي صلى اللّه عليه وسلم.

.إعراب الآيات (2- 5):

{أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)}.
الإعراب:
الهمزة مثل الأولى (في تضليل) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (عليهم) متعلّق ب (أرسل)، (أبابيل) نعت ل (طيرا) منصوب، ومنع من التنوين لصيغة منتهى الجموع (بحجارة) متعلّق ب (ترميهم)، (من سجّيل) متعلّق بنعت ل (حجارة)، (كعصف) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان..
جملة: (لم يجعل) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أرسل) لا محلّ لها معطوفة على جملة يجعل.
وجملة: (ترميهم) في محلّ نصب نعت ثان ل (طيرا).
وجملة: (جعلهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسل.
الصرف:
(2) تضليل: مصدر قياسيّ للرباعيّ ضلّل، وزنه تفعيل.
(3) أبابيل: اسم جمع لا واحد له من لفظه، وقيل واحده إبّول زنة سنّور أو أبّول زنة عصفور أو إبّيل زنة سكّين أو إبّال زنة مفتاح.
(5) عصف: اسم لورق الزرع أو حطامه على وزن المصدر فعل بفتح فسكون.
(5) مأكول: اسم مفعول من الثلاثيّ أكل، وزنه مفعول.
البلاغة:
التشبيه: في قوله تعالى: (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ).
حيث شبههم بالعصف المأكول- وهو قش البر- لخلوه من ثمره وتطايره، أو شبه تقطع أوصالهم بتفرق أجزاء الروث الذي أكلته الدواب وراثته، فهو من تشبيه المحسوس بالمحسوس.
انتهت سورة (الفيل) ويليها سورة (قريش).

.سورة قريش:

آياتها 4 آيات.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرحيم.

.إعراب الآيات (1- 4):

{لِإِيلافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)}.
الإعراب:
(لإيلاف) متعلّق ب (يعبدوا) الآتي، (إيلافهم) بدل من الأول مجرور (رحلة) مفعول به للمصدر إيلافهم الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر اللام لام الأمر (الذي) موصول في محلّ نصب نعت لربّ (من جوع) متعلّق ب (أطعمهم) و(من) سببيّة (من خوف) متعلّق ب (آمنهم)..
جملة: (يعبدوا) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن لم يعبدوه لأيّة نعمة فليعبدوه لإيلافهم فإنّها أظهر نعمة.
وجملة: (أطعمهم) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (آمنهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
الصرف:
(1) إيلاف: مصدر قياسيّ للرباعيّ آلف، أصله أألف زنة أفعل، أو مصدر أولف زنة أفعل، فعلى الأول خفّفت الهمزة فقلبت ياء لانكسار ما قبلها، وعلى الثاني جرى إعلال بالقلب، أصله أولاف، تحرّك ما قبل الواو بالكسر فقلبت ياء.. ووزن إيلاف إفعال.
(قريش)، اسم علم للقبيلة العربيّة المشهورة، قيل هو تصغير ترخيم من قويرش تصغير قارش، جمعه قرش بضمّتين.
(2) رحلة: قيل هو اسم جنس، ولهذا أفرده، أو اسم مصدر بمعنى الارتحال وقد أفرد لأمن اللبس، وزنه فعلة بكسر فسكون.
(الشتا)، اسم للفصل المعروف مشتقّ من شتا يشتو باب نصر، وفيه إبدال الواو همزة لتطرّفها بعد ألف ساكنة، أصله شتاو، وزنه فعال بكسر الفاء.
(الصيف)، اسم للفصل المعروف مشتّق من صاف يصيف باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون.
الفوائد:
- رحلة الشتاء والصيف:
قال ابن عباس: كانوا يشتون بمكة ويصيفون بالطائف، فأمرهم اللّه تعالى أن يقيموا بالحرم، ويعبدوا رب هذا البيت وقال الأكثرون: كانت لهم رحلتان في كل عام للتجارة: رحلة في الشتاء إلى اليمن لأنها أدفأ، ورحلة في الصيف إلى الشام، وكان الحرم واديا مجدبا لا زرع فيه ولا ضرع، وكانت قريش تعيش بتجارتها ورحلتها، ولا يتعرض أحد لهم بسوء، وكانوا يقولون: قريش مكان حرم اللّه وولاة بيته، وكانت العرب تقرهم وتكرمهم، لذلك فلولا الرحلتان لم يكن لهم مقام بمكة، ولولا الأمن بجوار البيت لم يقدروا على التصرف.

.سورة الماعون:

آياتها 7 آيات.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرحيم.

.إعراب الآيات (1- 3):

{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (3)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام (بالدين) متعلّق ب (يكذّب)، الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (الذي) موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ (ذلك)، (لا) نافية (على طعام) متعلّق ب (يحضّ)..
جملة: (رأيت) لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: (يكذّب) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (ذلك الذي) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن سألت عنه فذلك الذي...
وجملة: (يدعّ) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني.
وجملة: (لا يحضّ) لا محلّ لها معطوفة على جملة يدعّ.

.إعراب الآيات (4- 7):

{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ (7)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (ويل) مبتدأ مرفوع (للمصلين) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ويل (الذين) موصول في محلّ جرّ نعت للمصلين- أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم- (عن صلاتهم) متعلّق ب (ساهون)، (الذين) الثاني مثل الأول- أو هو تابع للأول بالبدليّة-..
جملة: (ويل للمصلّين) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هم ساهون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (هم يراءون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (يراءون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
وجملة: (يمنعون) في محلّ رفع معطوفة على جملة يراءون.
الصرف:
(7) الماعون: اسم للحاجة ممّا ينتفع به في البيت حقيرا كان أو ذا قيمة، قيل وزنه فاعول من المعن وهو الشيء القليل- قاله قطرب- أو هو على وزن مفعول- على القلب- والأصل اسم مفعول من عان يعون وحقّه أن يكون معون والأصل معوون ثمّ قدّمت عين الكلمة على فائها فقيل موعون ثمّ قلبت الواو ألفا لفتح ما قبلها ماعون.
الفوائد:
- الحضّ على الماعون:
اختلف العلماء في الماعون، فروي عن علي أنه الزكاة. وقال ابن مسعود:
الماعون: الفأس والدلو والقدر وقال مجاهد: الماعون العارية، وقال عكرمة: الماعون أعلاه الزكاة المفروضة، وأدناه عارية المتاع وقال محمد بن كعب القرظي: الماعون المعروف كله الذي يتعاطاه الناس فيما بينهم. ومعنى الآية: منع البخل والزجر عنه.
قال العلماء: يستحبّ أن يستكثر الرجل في بيته مما يحتاج إليه الجيران، فيعيرهم، ويتفضل عليهم، ويجوز الثواب.

.سورة الكوثر:

آياتها 3 آيات.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرحيم.

.إعراب الآيات (1- 3):

{إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)}.
الإعراب:
الفاء عاطفة للربط السببيّ (لربّك) متعلّق ب (صلّ)، (هو) ضمير فصل.
جملة: (إنّا أعطيناك) لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: (أعطيناك) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (صلّ) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي انتبه لهذا فصلّ.
وجملة: (انحر) لا محلّ لها معطوفة على جملة صلّ.
وجملة: (إنّ شانئك هو الأبتر) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(الكوثر)، اسم علم لنهر في الجنّة، وزنه فوعل من الكثرة، والعرب تسمّي كلّ شيء كثير العدد أو كثير القدر والخطر كوثر، أو هو وصف لموصوف محذوف أي الخير الكوثر.. وفي التفسير لمعنى الكوثر ستة عشر قولا.. كالحوض والنبوّة والقرآن... إلخ.
(شانئك)، اسم فاعل من شنأ بمعنى أبغض، وزنه فاعل.
(الأبتر)، صفة مشبهة من بتر بمعنى قطع باب نصر متعدّ، ومن باب فرح بمعى انقطع لازم، وزنه أفعل أي منقطع العقب.
البلاغة:
1- فن المذهب الكلامي: في قوله تعالى: (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ).
والمذهب الكلامي أنواع، منه نوع منطقي تستنتج فيه النتائج الصحيحة من المقدمات الصادقة. فإن هاتين الآيتين تضمنتا نتيجة من مقدمتين صادقتين، وبيان ذلك أنّا نقول: إن عطية الكوثر تعدل جميع العطيات، وإنما قلنا ذلك لأن الشكر على مقادير النعم، وقد أمر الرسول صلى اللّه عليه وسلم بأن يقابل هذه النعمة بجميع العبادات البدنية والمالية شكرا عليها، والصلاة جامعة لكثير من العبادات، ثم أمر عليه الصلاة والسلام مع الصلاة بالنحر، ولا يخلو من أن يراد به الحج الجامع لبعض العبادات، فما تضمنته هاتان الآيتان، على قصرهما، من الإشارة التي دلّت بألفاظها القليلة على معان، لو عبّر عنها بألفاظها الموضوعة لها بطريق البسط لملأت الصحائف والأجلاد.
2- الالتفات: في قوله تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ).
في هذا الالتفات عن ضمير العظمة، إلى خصوص الرب، مضافا إلى ضميره عليه الصلاة والسلام، تأكيد لترغيبه صلى اللّه عليه وسلم في أداء ما أمر به على الوجه الأكمل.
3- الاستعارة: في قوله تعالى: (إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ).
قيل لمن لا عقب له أبتر، على الاستعارة، حيث شبه الولد والأثر الباقي بالذنب، لكونه خلفه، فكأنه بعده، وعدمه بعدمه.
الفوائد:
قرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم هذه السورة، ثم قال لأصحابه: أتدرون ما الكوثر؟ قلنا:
اللّه ورسوله أعلم. قال: فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل خير كثير، هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد نجوم السماء، فيختلج العبد منهم، فأقول: رب إنه من أمتي. فيقول: ما تدري ما أحدث بعدك. هذا لفظ مسلم. والبخاري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: لما عرج بي إلى السماء، أتيت على نهر، حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف، فقلت:
ما هذا يا جبريل؟ فقال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك، فإذا طينة مسك أذفر. عن أنس رضي اللّه عنه قال: سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما الكوثر؟ قال: ذلك نهر أعطانيه اللّه- يعني في الجنة- أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل. فيه طير أعناقها كأعناق الجزور. قال عمران: هذه لناعمة، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: أكلتها أنعم منها. أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
انتهت سورة (الكوثر) ويليها سورة (الكافرون).